المنجيات من عذاب القبر
--------------------------------
الذي ينجي المرء من عذاب القبر بإذن الله هو أن يكون مستعدا للموت مشمرا
له ، حتى إذا فاجأه الموت لم يعض أصبع الندم ، ومن الاستعداد للموت
الإسراع في التوبة ، وقضاء الحقوق ، والإكثار من الأعمال الصالحة ، فإن
الإيمان والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام
، وذكر الله عز وجل وغيرها من الأعمال تحفظ العبد المؤمن ، وبها يجعل الله
له من كل ضيق فرجا ، ومن كل هم مخرجا.
- وقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن الأعمال الصالحة تحرس الإنسان في قبره..
- يقول ابن تيمية: " في الحديث المشهور حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أبو حاتم
في صحيحه ، وقد رواه الأئمة قال:
( إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون مدبرين ، فإن
كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، وكان الصيام عن يمينه ، وكانت الزكاة عن
شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس
عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن
يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما
قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلاة
والمعروف والإحسان إلى الناس: ماقبلي مدخل ،
فيقال له ، اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس ، وقد أذنت للغروب ، فيقال له:
أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ، ماتقول فيه ، وماذا تشهد عليه ؟ فيقول: دعوني
حتى أصلي ، فيقولون: إنك ستفعل ، أخبرنا عما نسألك عنه ، أرأيتك هذا الرجل
الذي كان قبلكم ، ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه ؟ قال: فيقول: محمد ،
أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاء بالحق من عند الله ،
فيقال له: على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم
يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها
، فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له: هذا مقعدك
وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره
سبعون ذراعا ، وينور له فيه ، ويعاد الجسد لما بدئ منه فتجعل نسمته فيه
النسم الطيب وهي طير تعلق من شجر الجنة فذلك قوله: " يثبت الله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وإن الكافر" ).
* الاستعاذة بالله من عذاب القبر:
- لما كانت فتنة عذاب القبر من الأهوال الكبار ، والشدائد العظيمة ، فإن
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من ذلك في صلاته وفي غير الصلاة ،
وكان يأمر أصحابه بذلك. فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يدعوا فيقول: ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن
والبخل والهرم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المحيا
والممات ) رواه أحمد.
- وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (
اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر ،
وعذاب القبر ... ) ، عزاه الألباني في صحيح الجامع إلى البخاري ومسلم
والترمذي والنسائي.
- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: ( تعوذوا من عذاب القبر ) ، فيقولون: ( نعوذ بالله من عذاب القبر ) روام مسلم.
- وكان يقول لهم: ( استجيروا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق ) رواه الطبراني.
- وكان يأمرهم أن يستعيذوا من أربع فيقول: ( استعيذوا بالله من عذاب
القبر، استعيذوا بالله من جهنم ، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال ،
استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات ) ، عزاه الألباني في صحيح الجامع
إلى الترمذي والنسائي.
- وكان يأمرهم بالاستعاذة في الصلاة بعد التشهد من عذاب القبر ، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا تشهد
أحدكم فليستعذ بالله من أربع. يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن
عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال ) رواه
مسلم